Secciones
Referencias
Resumen
Servicios
Descargas
HTML
ePub
PDF
Buscar
Fuente


أنماط تعدد الحدث
Al-Andalus Magreb, núm. 24, pp. 1-12, 2017
Universidad de Cádiz

Artículos

Al-Andalus Magreb
Universidad de Cádiz, España
ISSN-e: 2660-7697
Periodicidad: Anual
núm. 24, 2017

Resumen: En el presente trabajo se estudia la tipología de la pluralidad de la acción (verbal). Se observa que la divergencia de tipos conlleva diferentes interpretaciones. Con el fin de subrayar esa divergencia, nos hemos centrado en una serie de propiedades semánticas, principalmente la acumulación, la cuantificación, la distribución y la recopilación, entre otras propiedades. A partir de ello hemos abordado la cuestión partiendo de dos puntos de vista: la estructura de la acción al margen de la estructura y/o todos los componentes de la estructura.

El primer punto de vista se centra en la pluralidad morfológica y léxico, expresados por el verbo conjugado y por la raíz del verbo, lo que denominamos pluralidad interna, frente a la pluralidad externa, que resulta de la correlación de las acciones con los objetos de los que se componen, y que queda reflejada en la pluralidad semántica expresada por la oración.

Palabras clave: Pluralidad de la acción verbal, propiedades semánticas, acumulación, cuantificación, distribución, recopilación, pluralidad morfológica, pluralidad léxica.

Abstract: In this article, we deal with the types of plurality of events, and we show that the differentiation of these types leads to different interpretations. To highlight this difference, we have based on a set of semantic characteristics, mainly cumulation, quantization, distribution, collection characteristics, and other elements. Based on these characteristics we dealt with the subject from two points, through the structure of the event in isolation from the structure and / or through all components of the structure.

We represent the first by morphological plurality and lexical plurality because they are expressed by complex verb and root-verb; this is called internal plurality, as opposed to external plurality, because it results from the correlation of the events with arguments with which they are composed, and we are represented it by the semantic plurality because it is interpreted from the sentence.

Keywords: Plurality of (verbal) events, semantic properties, cumulation, quantization, distribution, collection, morphological plurality, lexical plurality.

ملخص: ندرس، في هذا المقال، أنماط تعدد الحدث، ونبين أن تمايز هذه الأنماط يؤدي إلى تأويل متباين لها. ولإبراز هذا التباين ارتكزنا إلى مجموعة من الخصائص الدلالية المتمثلة أساسا في خاصيتي التراكم (cumulation ) والتكميم (quantization )، وخاصيتي التوزيع (distribution) والتجميع (collection)بالإضافة إلى عناصر أخرى. وبناء على هذه الخصائص تناولنا الموضوع من نقطتين، من خلال بنية الحدث في معزل عن التركيب و/أو من خلال كل مكونات البنية.

نمثل للأول بالتعدد الصرفي والتعدد المعجمي لأنهما مؤولان من الفعل المركب ومن جذر الفعل، ويسمى هذا تعددا داخليا، مقابل التعدد الخارجي لكونه ينتج عن تعالق الأحداث بالموضوعات التي تأتلف معها، ونمثل له بالتعدد الدلالي لأنه يؤول من الجملة.

الكلمات المفتاحية: تعدد الحدث, الخصائص الدلالية, التراكم, التكميم, التوزيع, التجميع, التعدد الصرفي, التعدد المعجمي.

1.مقدمة

نقدم، في هذه الورقة، دراسة لأنماط تعدد الحدث، ونبين أن تمايز هذه الأنماط يؤدي إلى تأويل متباين لها. ولإبراز هذا التباين نرتكز إلى مجموعة من الخصائص الدلالية المتمثلة أساسا في خاصيتي التراكم (cumulative ) والتكميم (quantization )، وخاصيتي التوزيع (distribution) والتجميع (collection) بالإضافة إلى عناصر أخرى. وبناء على هذه الخصائص نتناول الموضوع من زاويتين، من خلال بنية الحدث في معزل عن التركيب و/أو من خلال تعالق الحدث بالموضوعات.

2.تعدد الحدث

التعدد هو مقولة العدد في الفعل، أي قياس عدد المرات التي يقع فيها الحدث أو وحدات حدث. ويتداخل مفهوم التعدد في الحدث مع مجموعة من المفاهيم كالجمع (collective ) والتَكرار (repetitive) والتكثير (intensive ) والتراكم (cumulative )... نتناول كل هذه المفاهيم بمعنى واحد، لكونها كلها تفيد توزيع الحدث المجموع إلى عدد من الأحداث الفرعية المتتالية. ونعتمد في دراستنا هذه، ما تناولته الأبحاث العربية والغربية (الفاسي الفهري (2010)، غاليم (2004-2007)، بريسول (2000-2015)، جحفة (2006-2015)، صغير ( 2005 - 2007 - 2015 أ- ب)، وكوزيك (1981Cusic )([464])، وكريفكا (1992 - 1998 - 2001 Krifka ) ، ويو (2001Yu ) ،كوربيت (2000Corbett )([465])، ليسيرسون (1995 (Lasersohn ([466]).

إن اختلاف الأفعال في طبيعة أحداثها يجعلها تختلف في التحليل، فإذا كانت أفعالا مركبة فإن التعدد يتمظهر عن طريق سمات صرفية والتي غالبا ما تمثلها لاصقة التضعيف في فعّل ولاصقة الجعل في أفعل والحركات الطويلة في فاعل وتفاعل. وفي مقابل هذه الطبقة من الأفعال نجد طبقة من الأفعال (البسيطة في صيغتها الصرفية) يتحقق فيها التعدد في الجدر المعجمي أو بواسطة الموضوعات المشاركة في الحدث. وهذا يبين أن التعدد قد يتحقق داخل بنية الحدث، ويسمى بتعدد الحدث الداخلي، في مقابل تعدد الحدث الخارجي الذي يكون مؤولا من بنية الفعل.

3.تعدد الحدث الداخلي وتعدد الحدث الخارجي

تتوفر اللغة العربية على مجموعة من الأفعال تفيد في بنيتها المعجمية تعدد الأحداث مثل أكل وكتب ورسم ورقص ومضغ وغيرها، وإن كان التعدد فيها يختلف من فعل لآخر. فحدث الأكل، مثلا، أو الكتابة أو الرسم لا يمكن أن يحدث في فرصة واحدة، بل يستغرق مدة زمنية ولو كانت قصيرة، تتولد خلالها أحداث فرعية من حدث الفعل (كحدث الأكل والكتابة والرسم).

أما الأفعال مثل رقص و سعل ومضغ فتتكون من أحداث صغرى متتالية قد تكون قصيرة هي أيضا لكنها متعددة نتيجة التَكرار، فحدث الرقص أو السعال أو المضغ يتطلب أكثر من مرحلة تُكون في مجملها أحداثا متكررة لحدث واحد مركب، فهي أحداث لا تدل على معناها إلا بتكرارها في نقط منفصلة، أحداث لا أجزاء لها ولا فواصل زمنية فيها ومتراكمة. يمكن تفسير هذا الاختلاف بكون هذه الأفعال تمثل لطبقتين جهيتين متباينتين: طبقة أحداثها ممتدة في الزمن تتعدد فيها مراحل الحدث كما في (1)، وطبقة أحداثها نتيجة كما في (2).

  1. 1. 1) أكل – بنى – جرى - غنى...
  2. 2. 2) برق - لمع - رن...

نلاحظ أن الأفعال في (1) يتطلب حدوثها فواصل زمنية يتغير فيها الحدث. فحدث الأكل، مثلا، يتم عبر مراحل متتالية تفرض أساسا مرحلة بداية الحدث ومرحلة نهايته. وكل مرحلة تشغل جزءا خاصا من الحدث. بخلاف الأفعال في (2) فهي تفتقر إلى بنية داخلية لأن أحداثها لحظية تمثلها مرحلة واحدة، ولا تدل على معناها إلا بتَكرارها كليا، أي تَكرار من نفس النمط. فالطبقة الأولى تقوم على سلسلة من الأحداث الفرعية التي تكون الحدث الأكبر. أما الطبقة الثانية فتعبر عن التعدد بتكرار الحدث كليا في كل مناسبة. فالحدث كله هو جزء من الحدث. وبهذا التميز تعتبر الأفعال في (1) نموذجا للتعدد الحدثي الداخلي ، والأفعال في (2) نموذجا للتعدد الحدثي الخارجي.([467])

4.التعدد الصرفي

تدخل اللواصق الصرفية على الجذور المعجمية فتنقلها إلى صور فعلية مركبة ذات معان مختلفة. فإلحاق همزة الجعل في أفعل والتضعيف في فعّل والتاء في تفعّل والمد في فاعل وتفاعل يولد تأويلات التعدد والتكرار والتكثير والمشاركة في الحدث،([468]) كما نبين في تحليل الأمثلة التالية.

  1. 1. (3)
    1. 1. 1. أ) حزنت فاطمة
    2. 1. 2. ب) أحزنت فاطمة
  2. 2. (4)
    • أ) غلق الباب

    • ب) غلّق الباب

  3. 3. (5)
    • أ) تعانق الرجال

    • ب) تعانق زيد وعمرو

    • ج) عانق زيد عمرا

1.4.لاصقة الجعل والتعدد

إن تأويل أحزن في البنية (3ب) على جعلت فاطمة تحزن يجعلها تقتضي تأويل جعلتها تحزن لحزني، مما يفيد وصفيا المشاركة في حدث الحزن، وهذا يعني أن الحدث وقع على الفاعل والمفعول، مما يجعله يفيد التعدد. بخلاف حَزَن في (3 أ) التي تؤول على جعلتها في حزن، فهي لا تستلزم أن أكون حزينا وإنما مسببا في الحزن فقط. فالتعدد في أفعل الجعلية يؤول من حدث الجعل وحدث الفعل من جهة، كما يؤول من الموضوعات المشاركة وهي حالة أخرى من التعدد.([469])

2.4.التضعيف والتعدد

إن صرفية التضعيف في الفعل تمنحه التكثير والمبالغة. والمقصود بالتكثير أن حدث الفعل وقع أكـثر من مرة. فالتضعيف في الحدث يكون تعبيرا عن تكرار حدث واحد على موضوع واحد. فالحدث في (4 ب) وقع نتيجة تَكرار ليتم الغلق بإحكام بخلاف البنية (4 أ) التي لا تؤول على التكرار، وتفيد أن وقوع الحدث كان مرة واحدة. إن تأويل التَكرار تفرضه اللاصقة الصرفية.([470])

3.4.فاعل وتفاعل والتعدد

تمثل الأمثلة (5) لفاعل وتفاعل، ومن معانيهما المشاركة في الحدث، ولهذا فمن أهم خصائص الصورتين الفعليتين أن يكون فاعلُهما موسوما بسمة [+جمع] كما في (5 أ) أو مفردا معطوفا كما في (5 ب-ج). فسمة الجمع في الموضوعات تفيد تعدد الحدث بالإضافة إلى التعدد الذي تحمله حركة المد . وهذا يعني أن التعدد يتحقق من جهة الحدث ومن جهة الموضوعات الموسومة بسمة الجمع.([471])

5.التعدد المعجمي

ننطلق من فرضية أن كل الأفعال البسيطة في صورتها المعجمية، باستتثناء الأفعال اللحظية، هي أفعال متعددة الأحداث لكونها تتحقق عبر مراحل متعددة تتولد عنها سلسلة من الأحداث الفرعية تنتج في مجموعها الحدث الأكبر. ويتميز بعض هذه الأفعال بأحداث قائمة على تكرار أو تفكيك أو تجميع أو عدد من الأحداث الفرعية، أفعال تمعجم التعدد بكيفيات مختلفة كما تبين المعطيات في (6).([472])

  1. 1. (6)
    • أ) عجن - مضغ - لاك - دعك

    • ب) هطل - همر - جلد

    • ج) قسم - قطع - حشد - جمع - راكم

    • د) ثلّث - ربّع - خمّس...

تعبر الأفعال في (6 أ و ب) عن وضع قائم على تكرار عدد من الأحداث الفرعية تشكل في مجموعها الحدث ككل. غير أن تكرار الحدث في (6 أ) يختلف عن تكرار الحدث في (6 ب). فالأول يقع داخل الحدث ويكون عبر مراحل، وفي كل مرحلة يمثل الحدث نمطا مغايرا، ويسميه كوزيك (1981) بالتكرار الداخلي لكونه يحدث عبر مراحل الحدث، مقابل التكرار الخارجي الذي يكون على مستوى الحدث([473])، ونمثل له ب(6ب). و لتوضيح هذا التقابل نتأمل المعطيات (6 أ) و(6 ب).

فعجن الدقيق تعني دعكه بالماء بجمع كفيه أو بآلة فتماسك. ولاك اللقمة تعني مضغها أهون المضغ وأدارها في فمه. ودعك العجين: ليَّنه. فحدث العجن واللوك والدعك هي أحداث تقوم على توالي الأحداث لتفيد معناها. وكل حدث يشكل مرحلة من المراحل الداخلية التي تكون الحدث، فالحدث يتغير تدريجيا حسب المراحل التي يقتضيها إلى أن يصل إلى المرحلة النتيجة. وهذه المراحل تتولد عنها أحداث تتكرر وتُكون في مجموعها الحدث، فهي أحداث أجزاء من الحدث، أحداث تتولد عبر مراحل الحدث. عكس البنية (6 ب) لكونها تفيد تكرار الحدث بأكمله في كل مناسبة.

فالفعل هطل في بنية هطل المطر، مثلا، لكي يدل على معناه يجب أن يتكون من عدد من الأحداث التي تكون في مجموعها الفعل هطل، ألا وهي نزول قطرات المطر متتابعة ومتفرقة . فكل حدث صغير ينتقي موضوعا يشكل جزءا من الموضوع الداخلي المطر وهذا ينسجم مع تصور كريفكا (1992 - 1998 - 2001) الذي يدافع فيه على توافق الأحداث وتوافق الموضوعات([474]). أي أن كل واحد من الأحداث يوافق واحدا من الموضوعات، بمعادلة كل جزء من الحدث يوافق جزءا من الموضوع، فالموضوعات الأجزاء في البنية أعلاه هي قطرات المطر.

كذلك الفعل جلد، نقول جلده بمعنى ضربه وأصاب جلده أي حدوث الضرب على الجسد بأكمله. من هنا نجد أحكاما بمائة جلدة أو أكثر، مما يجعلنا نفترض أن حدث الجلْد يستغرق مدة زمنية يتكرر فيها الحدث كله. أي أن هناك أحداثا صغرى مستقلة أساسية في تكوين الحدث، فهي بمثابة أجزاء الحدث. فالجزء والكل واحد. إن هذا النمط من التكرار هو نتيجة تجميع وتراكم أحداث صغرى من نفس النمط، وكل حدث صغير يساهم في تكوين الحدث الأكبر، ولا يمكن أن يفيد معناه إلا بمجموع الأحداث الصغرى. فلا يمكن لهذه الأفعال أن تفيد التكرار/ التعدد إلا بتراكم أحداثها([475]).

هناك نمط آخر من الأفعال التي تمعجم التعدد بصورة التوزيع والتفكيك والتراكم، ونمثل له بــ(6 ج).

(6 ج) قسم -قطع - جمع - راكم....

تدل الأفعال قسم وقطع على تقطيع وتوزيع الشيء إلى عناصر قد تفوق الاثنين، وهذا ما يجعل بنية قطع الحبل إلى قطعة واحدة لاحنة والصواب قطع الحبل إلى قطعتين، ولا نقول قسم الميراث على ابن الهالك بل على أبناء الهالك، لأن حدث القطع وحدث التقسيم يتولد عنهما التعدد في حدث. وفي الاتجاه المعاكس، تقوم أفعال جمع وراكم وحشد على تجميع أحداث متعددة لتكوين حدث واحد. فنقول جمع الورق بمعنى ضم بعضه إلى بعض، وحشد القومَ بمعنى جمعهم، وراكم الملفات أي جمعها ووضعها جانبا.

فإذا كان التعدد في الأفعال التي تتضمن التجزيء مثل قسم وقطع وفصل وغيرها نتيجة تفكيك وتوزيع حدث الفعل إلى أحداث فرعية، فإنه في جمع وحشد وراكم يبنى بتجميع الأحداث الفرعية لتكوين الحدث الأكبر. وكل هذه الأفعال تمعجم التعدد..

دائما في إطار الأفعال التي تمعجم التعدد، نجد نمطا آخر من الأفعال التي يكون فيها التعدد ممعجما في صورة العدد، كما في (6 د)، نقول، مثلا، ثلّث الشكلَ أي جعله ذا ثلاثة أجزاء، وربّع المكان أي جعله من أربعة أركان، وخمّس الشعرَ بمعنى جعل كل قطعة منه خمسة شطور.

يبدو واضحا أن الأفعال في (6 د) تصهر أعدادا، فثلث تصهر العدد ثلاثة ، وربع تصهر العدد أربعة ، وخمّس تصهر العدد خمسة. و ما يميز هذا النمط من التعدد المعجم كونه يبنى من الجذور المركبة التي تتضمن التضعيف.

6.التعدد الدلالي

إذا كان التعدد الصرفي في الحدث يتحقق بتغيير في البنية القاعدية للأفعال، وإذا كان التعدد المعجمي متضمنا في الجذور المعجمية، فإن التعدد الدلالي يتحقق في التأويل لكونه يتولد عن تفاعل مكونات البنية ككل. ولرصد خصائص هذا النمط من التعدد نعتم خاصيتي التراكم والتكميم وثنائية الموازعة والمجامعة، وخاصية [




الامتداد ]، هذا بالإضافة إلى ظروف الزمان والمكان وبعض العبارات التي تفيد الكثرة والعدد.([476])-([477])

1.6.التعدد التوزيعي والتعدد التجميعي

يتجلى التعدد أساسا قي الكيفية التي يتم بها تحديد العلاقة بين الفعل وموضوعاته (الداخلية والخارجية). فيكون معنى الفعل هو معنى الجملة، فكل مكون من مكوناتها له دور في التأويل.

وبهذا التعالق بين مكونات البنية تحدد مقولة العدد في الفعل، فنحصل على تأويلات تتناوب بين توزيع الأحداث (الموازعة) وتجميعها (الأحداث المجامعة) ([478]). ولتوضيح هذا التناوب ننظر في (7 أ و7 ب).

  1. 1. 7)
    • أ) أكل الأطفال تفاحة

    • ب) الأطفال أكلوا تفاحة

نلاحظ أن حدث الأكل في (7 أ) وقع مجموعا على التفاحة. أي أن الأطفال اشتركوا في أكل تفاحة واحدة لا غير فتأويلها مجامع بالأساس([479])، هذا بالإضافة إلى أن النكرة يفيد أن التفاحة واحدة (هذا يتوافق مع مقياس المجامعة عند لندمان (1996) Landman ([480])، ويبقى تأويلها على الموازعة ضعيفا بالمقارنة مع البنية (7 ب) التي تحتمل تأويل الموازعة وتأويل المجامعة أي أن كل طفل من الأطفال أكل تفاحة، فوقوع الحدث على التفاحة تعدد بتعدد الموضوع الخارجي الأطفال، فتعدد الحدث بتعدد الموضوعات وهذا يتماشى مع تصور لندمان (2000) أن التوزيع صورة التعدد. إن ما يؤكد التأويل الموازع في هذه البنية هو صرفة الجمع في الفعل التي تؤول على أساس أنها جمع له، وكل هذا يبين أن الحدث وقع أكثر من مرة([481]).

2.6. التعدد المكمم والتعدد التراكمي

لتحليل التراكم والتكميم في الحدث، نتبنى فرضية المراكمة عند كريفكا (1992) أي أن المحمولات البسيطة مراكمة، ونعتمد خاصية المحدودية في المحمولات([482]).

تم التمييز في اللغات الطبيعية بين محمولات قابلة للعد ومحمولات غير قابلة للعد، أي بين أفعال تكون أحداثها معدودة وهي ما يسمى بالأحداث المكممة، وبين الأفعال التي تكون أحداثها غير معدودة وهي ما يسمى بالأحداث التراكمية. ولتوضيح هذا التمايز نتناول الموضوع من زاويتين:

  1. - البنية الداخلية للحدث

  2. - توافق الأحداث والموضوعات للنظر في (8 أ - ب):

  1. 1. 8
  2. 2. (8)
    • أ) قفز زيد قفزة

    • ب) جرى زيد جريا /جرية

تؤول البنية (8 أ) على أن زيد قفز مرة واحدة ، كما يمكن أن تؤول على أن زيد قفز أكثر من مرة. أما جرى زيد في (8 ب) فلا يمكن أن تؤول إلا تأويلا واحدا. ويمكن أن نرجع هذا الاختلاف إلى كون قفز فعلا لحظيا، أما جرى فيعد من الأفعال التي تتسم بخاصية الامتداد. نلاحظ أن الأفعال اللحظية يمكن أن تبنى منها وحدات معدودة فنقول في قفز قفزة. بخلاف الأفعال الدالة على الامتداد في الزمن ( أفعال السيرورات وأفعال الإنجازات)، وإن كانت تبنى منها وحدات فهي تفيد النوع الذي لا يقبل التأويل المحدود. فالوحدات المعدودة تكون بمثابة حد، لذلك يمكن عدها. في حين العناصر غير المعدودة ليست كذلك([483]).

ما نخلص إليه، هو أن الأحداث التي تشتق منها الوحدات المعدودة تتسم بالتكميم ونمثل لها بطبقة الأفعال اللحظية. أما الأحداث الممتدة غير المحدودة فتوصف بالإحالة على التراكم .

إن التمييز بين تراكم الأحدات وتكميمها ينعكس على الموضوعات التي تأتلف مع الأفعال كما نبين في تحليل البنيتين في (9 - 10). بمعنى يجب أن يكون توافق بين الأحدث والموضوعات. إن هذا يتلاءم مع قاعدة التوافق عند كريفكا (1992 - 1998 - 2001) ومفادها أن لكل حدث موضوع ولكل موضوع حدث، وأن الحدث يتعدد بتعدد الموضوعات. بمعنى أن سمة التعدد في الموضوعات تنعكس على الأحداث. فالموضوعات، إذن، تلعب دورا أساسيا في إحالة الأفعال على التراكم أو على التكميم،كما يتبين من تحليل البنيتين (9-10).

  1. 1. (9)
    • أ) هطل المطر

    • ب) *هطلت قطرة مطر

  2. 2. (10) سقطت قطرة مطر

يدل الموضوع الخارجي المطر في (9 أ) على الكتلة بخلاف قطرة مطر في (9 ب) و(10) فهو يدل على المعدود. هذا الاختلاف في الموضوعات ينعكس على الأحداث. إذ نقول هطل المطر وسقطت قطرة مطر ولا نقول هطلت قطرة مطر. فالفعل هطل هو تراكم مجموعة أحداث متتالية متفرقة غير قابلة للعد. في حين لا يمكن أن يتصف الفعل سقط بالاستمرارية لأنه فعل لحظي وليس فيه امتداد، وهذا ما يمكننا من بناء وحدات معدودة من هذه الطبقة من الأفعال، نقول في سقط سقطة ولا نقول في هطل هطلة. نلاحظ، إذن، أن هناك توافقا سيميا بين الفعلين وموضوعيهما. فالفعل هطل والموضوع الخارجي مطر كلاهما يتصف بالإحالة على التراكم، وهذا ما يبرر لحن بنية هطلت قطرة مطر. أما الفعل سقط والموضوع قطرةمطر فيحيلان على التكميم لكونها تتكون من وحدات قابلة للعد.

إن خاصية التراكم والتكميم في الأحداث تقوم على سمة [±عدد] في الموضوعات. فالموضوعات هي مقياس محدودية الحدث. فإذا كان الموضوع غير معدود لكونه كتلة، فإن الحدت يكون غير محدود، وإذا كان يدل على كم لكونه قابلا للعد فإن الحدث يكون محدودا. ولتوضيح هذا التوافق بين [±عدد]في الموضوع و[±محدود] في الأفعال، ننظر في (11 أ - ب).

  1. 1. (11)
    • أ) غرست شجرا

    • ب) غرست ثلاث شجرات

نلاحظ أن شجرا في (11 أ) يدل على اسم كتلة في حين تدل (11 ب) على جمع معدود. فالمكون ثلاث هو الذي نقل شجرا من الدلالة على الكتلة إلى الدلالة على جمع قابل للعد وقابل للتجزيء، لأن أصغر وحدة في المعدود هي شجرة. فالموضوع الداخلي ثلاث شجرات يشكل وحدات منفصلة ومعدودة، لذلك تؤول الأحداث الفرعية في البنية على المحدودية. عكس البنية (11 أ) فأحداثها الفرعية متراكمة وغير محدودة لأن الموضوع الداخلي شجرا يشكل كتلة. فالموضوعات، إذن، هي دالة قياس، أي هي مقياس لعدد الأحداث.

بناء على هذا التحليل يمكن تحديد ثنائية التراكم والتكميم في الحدث بالشكل (12).

(12) الحدث [+تراكم] = [- محدود]




الموضوع [-معدود]

الحدث [- تراكم] =[+محدود]




الموضوع [+معدود]

يمكن تلخيص أنماط تعدد الحدث في اللغة العربية في الخطاطة التالية.



أنماط تعدد الحدث

7.خاتمة

قدمنا، في هذه الدراسة، تحليلا لأنماط تعدد الحدث وتأويلاتها المتباينة. وبينا أن التعدد قد يكون في الحدث وقد يكون في البنية الموضوعاتية. مثلنا للأول بالتعدد الصرفي والتعدد المعجمي لأنه مؤول من الفعل المركب ومن جذر الفعل، وهذا نموذج للتعدد الداخلي، مقابل التعدد الخارجي لكونه ينتج عن تعالق الأحداث بالموضوعات التي تأتلف معها، ومثلنا له بالتعدد الدلالي لأنه يؤول من البنية.

المراجع

بريسول، أحمد، 2008، التراكم والتكميم، البنى العارية والإسقاطات الوظيفية، وقائع الأيام اللسانية الوطنية السادسة، منشورات معهد الدراسات والأبحاث للتعريب.

بريسول، أحمد، 2015، حول سمة التعدد الحدثي، السمات في المقولات اللغوية الوجاهات والنمطيات، منشورات معهد الدراسات والأبحاث للتعريب.

جحفة عبد المجيد 2006 ، في سمات الحدث، اللسانيات العربية المقارنة، أعمال الندوة الدولية الثانية لمختبر اللغة العربية، منشورات جامعة ابن طفيل وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة.

صغير، السعدية، 2005، التضعيف المعجمي، مجلة أبحاث لسانية، المجلد 10، العدد 1، منشورات معهد الدراسات والأبحاث للتعريب

صغير، السعدية، 2007، الصور المعجمية في التصور اللساني الحديث، وقائع المعجم العربي العصري وإشكالاته، منشورات معهد الدراسات والأبحاث للتعريب.

صغير، السعدية، 2007، الصنيفة وجهة الفعل ، مجلة أبحاث لسانية، المجلد 12، العدد 1/2، منشورات معهد الدراسات والأبحاث للتعريب

صغير السعدية، 2015 أ، مؤلف مشترك، دراسات في الدلالة العربية المقارنة، منشورات معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، سلسلة تطوير اللغة العربية، رقم 2.

صغير السعدية، 2015 ب، مؤلف مشترك، من قضايا المعجم العربي العصري، منشورات معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، سلسلة تطوير اللغة العربية، رقم 4.

غاليم محمد ،2007، النظرية اللسانية والدلالة العربية المقارنة مبادئ وتحاليل جديدة، دار توبقال للنشر.

الفاسي الفهري عبد القادر، 2010، ذرات اللغة العربية وهندستها دراسة استكشافية أدنوية، دار الكتاب المتحدة، بيروت

Carlota S. Smith. 1997, The Parameter of Aspect, (second edition), Kluwer Academic Publishers, Dordrecht, Boston, London.

Corbet,G. 2000, Number. Cambridge university press.

Cusic. D. 1981, Verbal plurality and aspect. Ph. D. Thesis, University of Stanford.

Fassi Fehri, A. 2001, Causativity, Transitivity and Iterativity as Pluralities, Linguistic Research Volume 6, nº 1.

Greenberg, J. H. 1991, “The semitic intensive as verbal plurality”. In A. S. Kaye (ed.), Semitic Studies in Honor of Wolf Leslau on the Occasion of His Eighty-Fifth Birthday, November 14th, 1991, Wiesbaden, Otto Harrassowitz, 2 vols.

Krifka, M. 1992. “Thematic relation as links between nominal reference and temporal constitution”. In I. Sag and A. Szabolsci (eds.) Lexical matters, Stanford: CSLI, 29-53.

Krifka, M. 1998. “The origins of telicity”. In S. Rothstein (ed.), Events and Grammar, 197-235. Dordrecht: Kluwer.

Landman, F. 2000, Events and pluralities, Dordrecht: Kluwer.

Lasersohn, P. 1990, A Semantics for Groups and Events, Garland Publishing, INC, New York, London.

Oliver, Bott, 2010, The Processing of Events, University of Tubingen, Amsterdam / Philadelphia.

Yu, Alan C. L. 2003. “Plurality in Chechen”. Natural Language Semantics 11: 289- 321.

Notas

([464]) ميز كوزيك بين التعدد الحدثي الداخلي الذي يدل على وجود عدة مراحل في حدث مفرد (مركب) ، وبين التعدد الحدثي الخارجي ويعني وجود عدة أحداث. ص . 69.
([465]) ميز كوربيت العدد في الحدث بين العدد الذي يتكون من أكثر من حدث أو أكثر من زمن أو أكثر من مكان، وبين العدد الذي ينتج عن عدد المشاركين، أي أن الحدث يتعدد بتعدد المشاركين في الحدث.
([466]) يرى ليسيرسون أن واسمات الجمع في الفعل تدل على تعدد الأعمال سواء المشاركون أو الأزمنة أو الأمكنة.
([467]) للمزيد من التفصيل انظر كوزيك (1981)، ص 69 وغاليم (2007)، ص 137، وبريسول (2015)، ص 32.
([468]) انظر صغير (2007)، ص ص 109 - 110، والفاسي الفهري (2010)، ص 75 وما بعدها.
([469]) صغير (2015 ب)، ص ص 66 - 67.
([470]) صغير (2015 أ)، ص ص 157 - 158.
([471]) انظر الفاسي الفهري (2010)، ص ص 86 - 91.
([472]) انظر صغير (2005)، ص ص 161 - 160 ، وغاليم (2007)، ص. 128.
([473]) للمزيد انظر كوزيك (1981)، ص 69، وغاليم (2007)، ص 137.وبريسول (2015)، ص 31.
([474]) للمزيد انظر كريفكا (1992)، ص 49، كريفكا (1998)، ص 199، وكريفكا (2001)، ص 4، وبريسول (2008)، ص 74 وما بعدها.
([475]) انظر صغير (2007 - 2015 ب).
([476]) ونعتمد في تحليلنا لهذا النمط تصور كل من جاكندوف (1987) للزمن بكونه كل زمن هو مدة، وكريفكا (1992) حيث يقترح أن الحمول البسيطة في اللغات الطبيعية حمول مراكمة وتصور الفاسي (2010) الذي يرى فيه أن الجذر المعجمي هو مصدر قراءة التعدد.
([477]) انظر كارلوطا سميت (1997)، ص 314 - 315.
([478]) المقصود بالمجامعة مجموعة أحداث فرعية أدمجت في واحد، أو مجموعة الأحداث المفرعة أصهرت بعضها في بعض لتكوين الحدث الرئيسي. وتقتضي القراءة المجامعة في تصور الفاسي الفهري تعددا في الموضوع، لكن هذا التعدد يشبع بحمل واحد في مقابل المجامعة نجد الموازعة وهي عبارة عن حدث رئيسي فرِّع / وزِّع إلى أحداث فرعية، ويعرفها الفاسي الفهري بكونها تقتضي حملا متعددا يتم بمقتضاه توزيع الموضوع المتعدد على هذه الحمول المتعددة. (للمزيد من التفصيل انظر الفاسي الفهري (1999)، ويو (2001 (Yu حول نظرية الحدث المجموع).
([479]) مقياس المجامعة عند لندمان (1996).
([480]) التوزيع عند لندمان (2000) هو صورة للتعدد.
([481]) للمزيد انظر بريسول (2008)، ص ص 61-84، والفاسي الفهري (2010)، ص 78.
([482]) نميز في المحمولات بين طبقتين جهيتين: طبقة محدودة تمثلها الإتمامات والإنجازات، وطبقة غير محدودة تمثلها الحالات والأنشطة ( للمزيد انظر كارلوطا سميت (1997)، ص 316 وبولت (2010)، ص 16).
([483]) انظر كارلوطا سميت (1997)، ص. 313 - 314.

Información adicional

BIBLID: [1133-8571] 24 (2017) 1 8 7-198



Buscar:
Ir a la Página
IR
Modelo de publicación sin fines de lucro para conservar la naturaleza académica y abierta de la comunicación científica
Visor de artículos científicos generados a partir de XML-JATS4R